غياب دور الحضانة في إقليم التفاح عائقا أمام تقدم النساء

نشرت صحيفة السفير، في عددها الصادر يوم أمس، تحقيقاً حول دور الحضانة التي باتت ضرورة اقتصادية لكنها لم تصل بعد إلى إقليم التفاح وشرق صيدا، في حين تشهد المنطقة ازدهاراً في الاسثتمار، مما يؤشر إلى أن المنطقة تنهض بيد واحدة هي يد الرجل، ويغيب دور المرأة. ويلفت التحقيق إلى أن عدم وجود دور للحضانة يشكل عائقا أمام تقدم النساء العلمي والمهني، وحتى ممارسة حياتهن الطبيعية، ناقلا واقع عدد من النساء اللواتي إضطررن إلى إلغاء مشاريعهن الخاصة وتأجيل أحلامهن بانتظار أن يكبر أطفالهن. وفي هذا السياق عبّرت إكرام (40 سنة) عن حسرتها لعدم متابعتها لدراسة الدكتوراه في الفلسفة، موضحة: "بعدما أنجبت، تركت التعليم في الثانوية، ولم أكمل دراستي كحل مؤقت أعود عنه عندما يكبر أولادي، لكن لو أن ظروف الحياة في القرية أفضل، لكنت حققت ما أريد من دون التخلي عن طموحاتي".

ويشير التحقيق إلى أنه لا يوجد في كل بلدات شرق صيدا سوى داران للحضانة تابعتان لوزارة الشؤون الاجتماعية، في حين تفيد سناء بحمد، مديرة مركز الخدمات الإنمائية - جباع وفروعها، بأن "مشكلة الحاجة للحضانة تتجلى في قرى المنطقة حيث عدد النساء العاملات قليل جدا، وطغيان العقلية الذكورية التي تصر أن تتفرغ المرأة لتربية أولادها متخلية عن كل طموحاتها المهنية". كذلك يعرض التحقيق للمفارقة الكبيرة التي تتجلى بأن معظم البلديات في المنطقة تشهد تنظيم دورات معرفية وتثقيفية للنساء، لكنها لا تلتفت إلى العوائق التي تمنع النساء من المشاركة بفعالية. ويخلص التحقيق إلى أن الإستثمار في مشاريع إنشاء دور حضانة تواجه مشكلة الأرباح والنتائج غير المضمونة بخلاف الاستثمارات المربحة في المشاريع العمرانية أو السياحية. (السفير 1 آب 2014)